السبت، 30 مارس 2019

عندما جاء الإمام الشبلي إلي شيخه الجنيد طالبا طريق التصوف
قال الشبلي للجنيد رضي الله عنهما
يقولون إن جوهر المعرفة عندك .فأرشدني إليه إما ببيع أو بهبة.
فقال الجنيد. أما بالبيع فليس لك ثمنه. وأما بالهبة فلا يبقي له قدر عندك واعتبار .فأجعل قدمك من الرأس (أي تواضع).وأرم نفسك في بحر المجاهدة والصبر والانتظار .لعلك تصل إلي جوهر المعرفة .
قال الشبلي. فالآن أي شئ أعمل؟
فأمره  ببيع الكبريت سنة .ففعل ذلك ثم رجع إلي الجنيد.
فقال الجنيد.لعلك يحصل لك في هذه التجارة شهرة . فأمره أن يدور علي الأبواب (شحاذا) سنة .ففعل حتي بلغ حدا صار لايعطيه أحد شيئا ثم عاد إلي الجنيد. فقال الجنيد. عرفت الآن أنه لا قيمة لك عند الناس ولا إعتبار. فلا تعلق قلبك بهم وأعرض عنهم. ولاتجعل لهم قيمة عندك ولامقدار .وتوكل علي الحي الذي لا يموت.
ولكنك كنت حاكما علي طائفة فأرجع إليهم وأستحل منهم .عسي أن يبرؤا ذمتك. ويجعلوك في حل.
فرجع الشبلي إليهم وقال
كنت واليا عليكم . فأجعلوني في حل لأجل الله تعالى. ودار علي الناس واحدا واحد وبيتا بيتا.
قال فبقي لشخص علي مظلمة. وماوجدته. فتصدقت عنه بمائة الف درهم للفقراء والمساكين وقلبي غير مطمئن بعد.
ثم رجع إلي الجنيد فقال الجنيد.
لازال فيك بعض من حب الجاه والرياسة. فأرجع مرة أخري إلي السؤال (التسول).
قال الشبلي فكنت أدور علي الأبواب أطلب وأجمع كسيرات خبز .وأذهب بها إلي الشيخ .فيأخذها ويطعمها الفقراء والمساكين ويتركني جائعا.وهو أشد مني جوعا.
فمضي علي ذلك سنة . ثم ناداني الشيخ وقال
أدخل بين الأصحاب ولكن علي أن تكون خادما لهم.
قال فمضت سنة أخري .
فناداني الشيخ وقال لي
ياشبلي كيف تجد حال نفسك؟
فقلت .أجدها أنها أقل خلق الله تعالي.
فقال الشيخ .الآن صح تصوفك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Go and watch American accent in professional way

Hello dear members , I'd like to share my experience with you , I have searched for years to be just like an English native speaker an...