الثلاثاء، 26 مارس 2019

قال إبراهيم بن أدهم لأخ له في الله:
إن كنت تحب أن تكون لله ولياً ، وهو لك محباً ، فدع الدنيا والآخرة ولاترغبن فيهما ، وفرغ نفسك عنهما ، وأقبل بوجهك عليه عسى أن يقبل بوجهه عليك ، ويلطف بك ..
فإنه بلغني أن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا :
يا يحيى إني قضيت على نفسي أن لا يحبني عبد من عبادي ، أعلم ذلك من نيته ، إلا كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي يتكلم به وقلبه الذي يفهم به ..
فإذا كان ذلك بغضت إليه الإشتغال بغيري ، وأدمت فكرته ، وأسهرت ليله ، وأظمأت نهاره ؛ يا يحيى، أنا جليس قلبه ، وغاية منيته وأمله ، أهب له كل يوم وساعة ، فيتقرب مني وأتقرب منه ، أسمع كلامه ، وأجيب تضرعه؛
فوعزتي وجلالي لأبعثنه مبعثاً يغبطه به النبيون والمرسلون ثم آمر منادياً ينادي : هذا فلان بن فلان ، ولي الله وصفيه وخيرته من خلقه ، دعاه إلى زيارته ، ليشفي صدره من النظر إلى وجهه الكريم ، فإذا جاءني رفعت الحجاب بيني وبينه ، فينظر إليَ كيف شاء.
وأقول : أبشر فوعزتي وجلالي لأشفين صدرك من النظر إلي ّ، ولأجددن كرامتك في كل يوم وليلة وساعة ، فإذا توجهت الوفود إليه ، أقبل عليهم فقال : أيها المتوجهون إليَ ، ما ضركم ما فاتكم من الدنيا إذا كنت لكم حظاً ، وما ضركم من عاداكم ،إذا كنت لكم سلماً ؟
يقول العلامة الامام الترمذي الملقب بـ الحكيم الترمذي: 
أعلم رحمك الله إن قلوب أولياء الله تعالى خزائن الحكمة، وموضع الرحمة ، ومعادن المشاهدة ، وكنوز المعرفة ، وبيوت الكرامة ، ومواضع نظر الله جل جلاله إليها برحمته ..
وهي مزرعة رأفته ، وأواني علمه ، وأوعية توحيده ، ومواضع فوائده، وأكنة أنوار نوره ..
ينظر إليها برحمته في كل لحظة ، فيزيد أنوارها ، ويصلح أسرارها ، وقد زينها الله بنور الإيمان ، وأسسها بالتوكل على الرحمن ، وحشاها من لطائف الأمتنان ، وبنى حيطانها من فوائد الأحسان ..
وطيب أرضها بنور الحق والهدى ، حتى طابت تربتها من خبث الشرك والشك والنفاق وسائر الفواحش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Go and watch American accent in professional way

Hello dear members , I'd like to share my experience with you , I have searched for years to be just like an English native speaker an...