السبت، 30 مارس 2019

التصوف: هو علم يعرف به كيفية ترقي النفس الانسانية في مراتب الكمال والرقي ، لتصل الى مدارج السعادة الانسانية وهو تدريب للنفس على العبودية وردها لاحكام الربوبية. كما ان التصوف هو الطريق العملي الذي يوصل المسلم الى اعلى درجات الكمال الايماني والخلقي ، وليس كما يعتقد ويظن بعض الناس انه قراءة اوراد وحلقات اذكار فحسب ، ولكن التصوف هو منهج عملي كامل يحقق انقلاب الانسان من شخصية منحرفة الى شخصية مسلمة كاملة وذلك من الناحية الايمانية السليمة والعبادة الخالصة والمعاملة الحسنة والاخلاق الفاضلة ، والتصوف هو قلب الاسلام النابض ، اذ ليس هذا الدين اعمالاً ظاهرية وامور شكلية فحسب.

وما نراه في وقتنا الحاضر فيما وصل اليه المسلمون من انحطاط وضعف في الهمة ليس الا انهم ابتعدوا عن منهج الدين الصحيح ، وروح هذا الدين وهو «التصوف» ، وكما قال حجة الاسلام الامام الغزالي رحمه الله الدخول مع الصوفية فرض عين ، اذ لا يخلو احد من عيب الا الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه.

والمدارس الصوفية كلها غايتها ان توجه المريد الى معرفة ورضى الله تبارك وتعالى ، وعبادته وان يحرص على رضى الله كما قال سبحانه وتعالى: (رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه).

التصوف في علم الحروف
يقول سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه
لفظ التصوف أربعة أحرف ، تاء – صاد – واو – فاء .
فالتاء : من التوبة وهو على وجهين : توبة الظاهر ، وتوبة الباطن .
فتوبة الظاهر : هي أن يرجع بجميع أعضائه الظاهرة من الذنوب والذمائم إلى الطاعات ومن المخالفات إلى الموافقات قولاً وفعلاً .
وأما التوبة الباطنية : فهي أن يرجع إلى الموافقات بتصفية القلب ، فإذا حصل تبديل الذميمة بالحميدة فقد تم مقام التاء .
والصاد : من الصفاء وهو أيضاً على وجهين : صفاء القلب ، وصفاء السر .
فصفاء القلب : أن يصفى قلبه من الكدورات البشرية مثل العلائق التي تحصل في القلب من كثرة الأكل والشرب والمنام والكلام والملاحظات الدنيوية ... وتصفية القلب من هذه الخصال المذكورة لا يحصل إلا بملازمة ذكر الله تعالى في التلقين جهراً ...
وأما صفاء السر : فهو بالاجتناب عما سوى الله تعالى ومحبته بملازمة أسماء التوحيد بلسان السر في سره ، فإذا حصل له هذه الصفة فقد تم مقام الصاد .
وأما الواو : فهو من الولاية وهي تترتب على التصفية ... ونتيجة الولاية أن يتخلق بأخلاق الله تبارك وتعالى ... كما قال تبارك وتعالى : ( إذا أحببت عبداً كنت له سمعاً وبصراً ولساناً ويداً ورجلاً فبي يسمع وبي يبصر وبي ينطق وبي يبطش وبي يمشي )( نوادر الأصول في أحاديث الرسول ج: 1 ص: 264 ) ... فحصل مقام الواو .
وأما الفاء : فهو الفناء في الله جل جلاله ، فإذا أفنى صفات البشرية يبقى صفات الأحدية وهو سبحانه لا يفنى ولا يزول ، فيبقى العبد الفاني مع الرب الباقي ومرضياته ويبقى القلب الفاني مع السر الباقي ... فإذا تم الفناء فيه حصل البقاء في عالم القربة كما قال الله تبارك وتعالى : ( في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِرٍ )( القمر : 55 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Go and watch American accent in professional way

Hello dear members , I'd like to share my experience with you , I have searched for years to be just like an English native speaker an...